تشهد اليابان، التي تعاني من محدودية موارد الطاقة، توسعا متزايدا في تشغيل القطارات باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، حيث تسعى شركات تشغيل القطارات إلى المساهمة في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 لمكافحة الاحتباس الحراري.
وحاليا، يتم توليد نحو 75% من إجمالي الطاقة اللازمة لتشغيل القطارات من محطات الطاقة الحرارية، فيما تستهدف وزارة النقل اليابانية خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في هذا القطاع إلى النصف تقريبا بحلول نهاية ثلاثينيات القرن الحالي، مقارنة بـ 77ر11 مليون طن في السنة المالية 2013، حسبما ذكرت وكالة أنباء (كيودو) اليابانية.
وفي محافظة توتشيجي، شمال طوكيو، تسير عربات الترام الخضراء التي تشغلها شركة "أوتسونوميا لايت ريل" للسكك الحديدية الخفيفة على خط بطول 14 كيلومترا، باستخدام كهرباء يتم توليدها من الكتلة الحيوية في محطة محلية لحرق النفايات، بالإضافة إلى الطاقة الشمسية المولدة من الألواح .المثبتة على أسطح المنازل.
وقال أتسوشي سوجيورا، مسؤول بمدينة أوتسونوميا، إن كمية الكهرباء المطلوبة لتشغيل خط الترام منخفضة نسبيا نظرا لقصر المسافة، إلا أن إجمالي خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يصل إلى نحو 9 آلاف طن سنويا إذا أُخذ في الاعتبار تقليل الانبعاثات الناتجة عن انتقال السكان من استخدام السيارات إلى الترام.
ومن الأمثلة الأخرى خط سيتاجايا الذي يمتد لمسافة 5 كيلومترات في طوكيو، والذي أصبح أول خدمة قطارات في اليابان تعمل حصريا بالطاقة المتجددة في عام 2019، بالاعتماد على الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية.
وحققت شركة طوكيو، المشغلة لخط سيتاجايا وثمانية خطوط أخرى في طوكيو ومحافظة كاناجاوا المجاورة، هدفها المتمثل في جعل خدمات القطارات التابعة لها تعمل بالكامل بالطاقة المتجددة في عام 2022. وتشتري الشركة الكهرباء المعتمدة كطاقة مولدة من مصادر غير أحفورية، ما يساهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 160 ألف طن سنويا.
ورغم الأهمية المتزايدة لاستخدام الطاقة الخضراء، فإن تكلفتها العالية على الشركات ذات الاستهلاك الكبير للكهرباء تظل عائقا، إضافة إلى التحديات المتعلقة بضمان استقرار الإمدادات
|